نادى القرن الحقيقى

فاز الأهلي ببطولة السوبر الثالثة في تاريخه وهو ما استحق التهنئة عليه من الجميع لأنه إنجاز يحسب لمصر أولا. لكن لغطا أثير حول احتفاظه بكأسها إلى الأبد حسب ما أعلنه مسئولو الأهلي وكل الاعلاميين، بل ونائب اتحاد الكرة أحمد شوبير، إلى أن قام "الكاف" بتصحيح هذه المعلومة في اليوم التالي.
وفي التصحيح أن سابق احتفاظ الزمالك بكأس هذه البطولة لفوزه بها ثلاث مرات آخرها عام 2003 ، حرم الأهلي من معادلة ذلك، وإن عادل عدد مرات الفوز الزملكاوية، لكنه يحتاج إلى فوز رابع لكي يحتفظ بالكأس الجديدة لأنه لم يفز بها سوى مرتين، بينما المرة الثالثة كانت خاصة بالكأس التي استقرت في ميت عقبة.
لا يكفي هنا قراءة هذه المعلومة التي عرفها الكثيرون من غير المتخصصين قبل أن يعلنها الكاف، وتسرع بعكسها إعلاميون ومسئولون كرويون كبار في مصر، عن عمد أو عن جهل، فسارت مهرجانات البرامج والزفة الاعلامية تغني عليه يومين كاملين، ثم أصيب الجميع بالخرس بعد تصحيح "الكاف" الذي لم تهتم به سوى صحيفة "المصري اليوم" وموقع "في الجول"!
هناك ألف سؤال وسؤال يخرج من بين خيوط معلومة الكاف والمهرجانات الحمراء التي احتفت بتحطيم الأرقام القياسية. أسئلة تلح على كل ذي ضمير لا يخشى الاصطدام العكسي مع دوامات الشد والجذب، في البحث عن "لص بغداد" الذي سرق لقب بطولة القرن من الزمالك!
الزمالك يستحق لقب نادي القرن من واقع أرقامه القياسية التي حققها في أفريقيا في القرن العشرين، قبل أن يعادلها الأهلي في القرن الواحد والعشرين وسينتظر عاما آخر لكي يتساوى معه في ميزة الاحتفاظ بكأس السوبر للأبد!
من هو ذاك اللص على قام بالسطو على حق أصيل للزمالك واعطاه للأهلي.. ولماذا فعلها.. والأهم لماذا "خرس" مسئولو الزمالك وأغلقوا أفواههم ولم يهتم أي واحد منهم بالسعي لمعرفة الحقيقة؟!.. مجرد السعي.. شكر الله سعيكم!
الأستاذ محمود معروف كان حريصا على ألا يضع نفسه في وجه المدفع، عندما تساءل في عموده بالجمهورية يوم الأربعاء الماضي على لسان قارئ: كيف جرؤ الاتحاد الإفريقي.. عيسي حياتو ومصطفي فهمي وفرح أدو علي اختيار النادي الأهلي "نادي القرن".. وأين المسئولون في نادي الزمالك.. لماذا سكتوا عن حق ناديهم.. أم أن الذين تولوا إدارة النادي كانوا يبيعونه لصالح آخرين؟!
لا يهم إن كنا في فوهة المدفع أو في خلفيته.. الأهم أن نصل إلى الحقيقة حتى لو كان الوصول متأخرا، فذلك خير من أن لا نصل على الاطلاق!
الأهلي على مدى عمره المئوي.. متعه الله بطول العمر، لم يحصل على دوري أبطال أفريقيا إلا في شيخوخته المتأخرة.. بينما سبقه إلى ذلك الاسماعيلي عام 1970 رغم أنه كان يعيش في "المهجر" أيامها بسبب ظروف الحرب.
أما الزمالك فله سبق التفوق على الأهلي في الأرقام القياسية الأفريقية، حاصلا على بطولة أبطال الدوري خمس مرات، وهو رقم لم يعادله الأهلي سوى في آخر موسمين من القرن الواحد والعشرين!
الزمالك حصل على مجموع تسع بطولات أفريقية لم يعادلها الأهلي ثم يتجاوزها بأربع بطولات إلا في الموسمين الأخيرين أيضا! فمن أين جاء للأهلي لقب نادي القرن وعلى أي أساس.. إلا إذا كان في الأمر شبهة طبخة من غير "تقلية" طهيت في الظلام حتى لا تفوح رائحتها، ثم تم توزيعها "تيك أواي" دون أي مقاومة من قيادات البيت الأبيض؟! لفت نظري وأنا أقرأ للكاتب الأهلوي خالد طلعت تحليله الدقيق في لغة الأرقام لكلا الناديين، أنه أنصف نادي الزمالك دون أن يقصد من خلال اتجاه أراد به تبجيل الأهلي والتحليق به في فوق السحاب.
قراءته الرقمية تؤكد تماما أن الزمالك هو الأعلى كعبا محليا وأفريقيا وعالميا، فالزمالك كان قبل عامين يمتلك تسعة أرقام قياسية، لم ينجح الأهلي في تحطيمها إلا في العامين الماضيين.
الزمالك خاض 52 مباراة في الدوري دون هزيمة، وهو رقم ظل يلهث وراءه الأهلي إلى أن حطمه وتجاوزه في مواسمه الأخيرة. وسجل الزمالك أيضا أعلى مركز يصل إليه ناد مصري وعربي وأفريقي على مستوى العالم حاصلا على المركز 52 عام 2003 ، وعلى لقب أفضل ناد في العالم عام 2003 أيضا مسجلا سبقا على كل الأندية المصرية والعربية والأفريقية.
وكان أيضا أسبق من كل هذه الأندية في الترشح لكأس العالم للأندية عام 2003 التي ألغاها الفيفا بسبب انسحاب الشركة الراعية للبطولة.
هذه أرقام حقيقية مسجلة استدعاها كاتب أهلوي معروف بتعصبه الشديد لناديه في كتاباته، رأيت الحاجة لاقتباسها هنا لأنها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الزمالك هو الأحق بالتكريم الأفريقي الذي ضل طريقه. والحقيقة أن هناك طرفا ثالثا في اللعبة لا يزال غامضا حتى الآن هو الذي قام بتضليله وسحبه إلى الجزيرة بدلا من الاتجاه الطبيعي إلى ميت عقبة!
سأسمي هذا الطرف الثالث الغائب.. لص بغداد.. لافتا إلى أنني لا أقصد به أيا من الأسماء المنتمية للكاف التي أوردتها هنا، فأنا لا أعرف هذا اللص بالاسم، لكنني استشعره، وفي نفسي يقين أن ضميره سيصحو يوما ليقول الحقيقة.
كل هذا لا ينفي انجازات الأهلي والجهد الذي بذله لكي يلحق بأرقام الزمالك ويتجاوز بعضها. البحث عن اعادة الحق لصاحبه لا يعني أنني أبخس الطرف الآخر أو كينونته أو قدراته الهائلة، ولا يعني أنني أكرهه أو أحقد عليه.
ومع هذا أتوقع أن تسل السيوف وأن ينهض "أبو بلتعة" لكي يقطف رأسي التي يرى أنها قد أينعت!.. استرها يا رب